fbpx
Skip links

هل يمكن للمُرضِعَة المصابة بفيروس كورونا المستجد الإرضاع؟

لا تصنّف النساء الحوامل والمرضعات من بين الفئات التي تواجه خطر الإصابة بفيروس كورونا الجديد كوفيد-19 أكثر من غيرهم، إلا أنّه يجب مراقبتهن ومتابعة أحوالهن عن كثب. لما تحمله هذه المرحلة من أهمية للمرأة والطفل على السواء. ولكن هل يمكن للمرأة المرضعة المصابة بفيروس كورونا المستجد إرضاع طفلها؟

تحمي الرضاعة الطبيعية المواليد الجدد من المرض وتساعد أيضاً على حمايتهم طوال فترة الرضاعة والطفولة، وتبعد عنهم الأمراض المعدية لأنها تقوي الجهاز المناعي. فحليب الثدي هو مصدر غذائي مميز يسهل هضمه، ويحقق توازناً مثالياً بين البروتين، الدهون، الكربوهيدرات، والمواد المغذية التي تعزز نمو الطفل بصحة جيدة. ومن أبرز فوائد الرضاعة الطبيعية:

– استفادة المولود من وجبات غذائية متوازنة.

– التخفيف من خطر الإصابة بالأمراض الشائعة في سن الطفولة، والأمراض المعدية.

–  زيادة معدلات البقاء على قيد الحياة وتحديداً في السنة الأولى، وتراجع خطر متلازمة موت الرضيع الفجائي.

– انخفاض خطر الإصابة ببعض أمراض الحساسية.

– التخفيف من احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الأول.

– الفوائد البدنية والعاطفية، بسبب التلامس بين جلد الأم وجلد الطفل.

– انخفاض معدلات زيادة الوزن والسمنة في الرضع.

وفي هذا الخصوص، اعتبرت منظمة اليونيسف أن الرضاعة الطبيعية هي الطريقة الأكثر أمانًا والأكثر موثوقية لتغذية الرضع في حالات الطوارئ.  وعن إمكانية الإرضاع في حالة إصابة المرأة بالكورونا أو احتمالية إصابتها، فلا يوجد أي دراسة حتى اليوم تؤكّد امكانية انتقال الفيروس عبر الحليب، ولكن هناك بعض الاحتياطات اللازمة لوقاية الطفل المولود حديثاً من خطر الإصابة، وفيما يلي أبرز ما قدّمته منظمة الصحة العالمية من تعليمات وقائية للأم المرضعة:

– تجنب الأشخاص المعرضين للإصابة أكثر من غيرهم والمرضى، والالتزام بمسافة الآمان.

– الالتزام بالنظافة التنفسية، بما في ذلك أثناء تغذية الطفل. يجب أنّ تستعملي الكمامة الطبية.

– غسل اليدين جيّداً بالصابون أو المطهر قبل ملامسة الطفل وبعدها.

– تنظيف وتعقيم الأسطح التي تلمسها المرأة المرضعة روتينياً.

– إذا كانت المرأة المرضعة تعاني من عوارض ومضاعفات أخرى قد تمنعها من الرضاعة، فيجب اللجوء إلى إخراج الحليب من الثدي بطريقة آمنة ونظيفة. ومن الأفضل وضع أجزاء المضخة المستعملة لإخراج الحليب على منشفة نظيفة أو منشفة ورقية وتركها تجف تماماً قبل التخزين.

كما تشدد منظمة الصحة العالمية على جميع المرافق الطبية التي تقدم خدمات الأمومة وحديثي الولادة، عدم الترويج لبدائل حليب الأم، أو زجاجات الرضاعة، أو اللهايات، أو الدمى. مشيرةً إلى أنّ على المرفق تمكين الأمهات والرضع من البقاء معاً وممارسة التلامس الجلدي المباشر، وبقاء الأم وطفلها في نفس الغرفة طوال النهار والليل. لا سيّما بعد الولادة مباشرةً أثناء فترة تأسيس الرضاعة الطبيعية، سواء كان هناك أو لم يكن هناك اشتباه أو احتمال أو تأكد من إصابة الأم أو الطفل بالفيروس.

 ومن الواضح أنّه حتى الساعة لا يوجد اتفاق بين منظمات الصحة العاملة على الوقاية من الأمراض والأوبئة، إذ يخالف مركز السيطرة على الأمراض “CDC” الرأي المذكور أعلاه، ويعتبر أنّه من الضروري التوقف عن الإرضاع وفصل الأم المصابة عن مولودها واستخدام المضخات اللازمة لإخراج الحليب، وكذلك تفعل “Aِ.A.p”، الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، التي تشدد على ضرورة التقيد بأقصى اجراءات الوقائية أبرزها التوقف عن الإرضاع والفصل.

ومن جهته، أوضح الدكتور مارك هوداك، دكتوراه في الطب، مؤلف مشارك للمبادئ التوجيهية ورئيس A.A.P، أنّه بالنسبة للأمهات المصابات بفيروس كورونا، يجب الموازنة بين  فوائد الرضاعة الطبيعية والمخاطر المحتملة للإصابة بحديثي الولادة،  إذ أنّ دراسة في مجلة Pediatrics ذكرت أنّ الأطفال دون سن سنة واحدة في الصين كانوا من الفئات الأكثر عرضة للاصابة بفيروس كوفيد-19، على الرغم من أن هذه كانت نتيجة نادرة نسبياً.

بينما اعتبرت الدكتورة ميليسا بارتيك، أستاذة الطب المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد وخبيرة الرضاعة الطبيعية، أنّ “قرار الرضاعة الطبيعية يعود إلى الأم بعد مناقشة المخاطر والفوائد، مضيفة أنّه لا توجد أدلة كافية لدعم  التوصيات بفصل الرضع عن أمهاتهم المصابات عند الولادة”. ومؤكّدة أنّ “الرضاعة الطبيعية هي استراتيجية الصحة العامة الرئيسية لصحة الرضع خلال هذا الوباء، وأنّ التلامس الجلدي مع المولود الجديد يمكن أن يعزز الترابط بين الأم والرضيع ويزيد من مناعته”.

وفي حالة فصل الأم عن طفلها وانقطاعها عن الإرضاع التزاماً بأي قرار قد يتخذه الجهاز الطبي في دولة ما، توصي منظمة الصحة العالمية واليونيسيف في المملكة المتحدة بالتدابير الأساسية التالية لإدارة الرضاعة الطبيعية من أجل إعادة الرضاعة أبرزها البدء بملامسة الجلد للجلد، وتدليك الثدي (8-10 مرات في 24 ساعة).

والجدير بالذكر أنّi لم يسجل أي حالة نقل للفيروس إلى الطفل خلال الولادة أو للجنين، ولم يتم العثور على الفيروس في السائل الأمينوسي أو حليب الثدي. كما لم تنتقل فيروسات تنفسية أخرى في حليب الثدي. على سبيل المثال لا الحصر، لم يتم اكتشاف فيروس متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (SARS-CoV)  في حليب الثدي.

لذا، إلى الآن ما نستطيع قوله بوضوع أن المرأة المرضعة تستطيع إرضاع طفلها ولكن فقط عليها اتخاذ تدابير الوقاية والسلامة اللازمة مثل ارتداء قناع الوجه و المواظبة على غسل اليدين بالماء والصابون بشكل جيد.

Leave a comment