fbpx
Skip links

ما هي علاقة الأمراض المزمنة وفيروس كورونا المستجد كوفيد-19؟

الأمراض المزمنة جهاز فحص مرض السكري

مع تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 (Covid – 19) المستجد وانتشارها، يواجه مصابو الأمراض المزمنة مجموعة من التحديات الجديدة، باعتبارهم الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس، والذي قد يعرض حياتهم للخطر أكثر من غيرهم. ولكن ما هي الأمراض المزمنة؟ و ما هي الإجراءات الواجب اتباعها لحمايتك منها و من الاصابة بفيروس كورونا المستجد؟ 

 تعريف الأمراض المزمنة 

تعرف منظمة الصحة العالمية الأمراض المزمنة أو غير السارية كما تطلق عليها ، بأنّها الأمراض التي تدوم لفترات طويلة وتتطور ببطء في غالبية الأحوال، وهي تنقسم إلى أربعة أنواع رئيسية: أمراض القلب مثل النوبات القلبية أو السكتة الدماغية، السرطان، الأمراض التنفسية (مثل الربو ومرض الرئة الانسدادي المزمن)، والسكري.

الأمراض المزمنة و فيروس كورونا المستجد كوفيد-19.

وتصنف الأمراض المزمنة في مقدمة أبرز أسباب الوفاة في العالم، إذ تُسَبِب أكثر من 63 بالمائة من إجمالي الوفيات السنوية، وهي تصيب نحو 36 مليون نسمة تقلّ أعمارهم عن 60 سنة، وهذه الوفيات تُعتبر من الوفيات المبكّرة التي يمكن الوقاية منها إلى حد كبير. ويشار إلى أنّ نحو 80 بالمائة من مجموع الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية، تقع في البلدان  المتوسطة الدخل والمنخفضة الدخل.

وتصيب الأمراض المزمنة النساء والرجال بشكل متكافىء تقريباً، ويمكن توقيها عن طريق الابتعاد عن عوامل الخطر المرتبطة بها والمتمثلة  في تعاطي التبغ وتعاطي الكحول على نحو ضار وتدني النظام الغذائي والخمول البدني.

ولا تنفع اللقاحات في الوقاية من الأمراض المزمنة ولا يتم علاجها بشكلٍ تام، وهي تتصف بطول مدة المرض إذ يستمر لفترة طويلة من الزمن تتجاوز ثلاثة أشهر وقد تستمر طيلة فترة الحياة، وهو يحمل أثاراً وخيمة طويلة المدى وقد تهدد الحياة وتؤثر بشكل كبير على الجهاز المناعي للجسم الذي تقل نسبة مقاومته و من هنا يأتي القلق من الإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد-19.و لهذا يتخذ مصابي الأمراض المزمنة مكانة كبيرة حالياً في ظل انتشار فيروس كورونا، من خلال اعطائهم الأولوية في إجراء الفحص والكشوفات اللازمة، وتلقي العلاج المتوفر بشكل مجاني أو غير مجاني، وفقاً للأنظمة الصحية المتبعة في كل دولة منتشر فيها المرض المستجد.

بالأرقام: مصابي الأمراض المزمنة بفيروس كورونا المستجد

وفي هذا السياق، أعلنت  مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) الأميركية أنّ  73% من المرضى الأميركيين الذين دخلوا المستشفى نتيجة إصابتهم بفيروس (Covid – 19)، يعانون من مرض مزمن واحد على الأقل مثل السكري والقلب، و 78% من الذين تم إدخالهم إلى وحدات العناية المركزة لديهم أمراض مزمنة أو عوامل خطر.

  مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) مصابة أمراض مزمنة مريضة كورونا

وكذلك توصل المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية إلى أنّ  نسبة الوفيات بين مرضى السكري، السرطان، أمراض القلب، أمراض الجهاز التنفسي المزمنة، وارتفاع ضغط الدم ، كانت أعلى بكثير من المتوسط ​​على الصعيد الوطني،  كما أكّد المعهد الوطني الإيطالي للصحة أنّ 99  بالمائة من الأشخاص الذين توفوا بسبب هذا الفيروس كان لديهم حالة واحدة موجودة من الأمراض المزمنة على الأقل، وذلك يعود لضعف الجهاز المناعي لديهم وعدم قدرة الجسم على تحمل العوارض في ظل ما يعانون منه من أمراض أخرى.

اختلاف معدلات الوفيات بالكورونا بحسب نوع المرض المزمن

وفي التفاصيل، فقد عرض  المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها اختلاف نسبة الوفيات عند الإصابة بفيروس كورونا للأشخاص الذي يعانون من الأمراض المزمنة، فبلغت نسبة الوفيات للأشخاص المصابين بأمراض القلب 10%، بينما وصلت للأشخاص المصابين بمرض السكري حوالى 7.3%.

وبالرغم من أنّ فيروس كورونا يصيب الأجهزة التنفسية بشكل كبير، إلا أنّ معدل الوفيات لدى الأشخاص المصابين بأمراض تنفسية سابقة لم تتجاوز الـ 6.3 بالمائة، وبالنسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم فهي حوالى 6 بالمائة، و5.2 بالمائة للأشخاص الذي يعانون من أمراض السرطان، في الوقت الذي لم تتجاوز نسبة الوفيات لدى الأشخاص الذين لا يعانون من أي أمراض مزمنة  0.9 بالمائة بسبب قوة مناعتهم، بحسب المركز الصيني ذاته.

 وتتسبب الأمراض المزمنة مثل داء السكري، الفشل الكلوي، أمراض القلب والأوعية الدموية، الفشل الكلوي، وبعض أنواع السرطان، والأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشري، والتهاب الكبد الوبائي، في ضعف مناعة الجسم بشكل عام، مما يجعل المصابين بها أكثر خطورة من غيرهم. 

وتكمن المشكلة الرئيسية أنّ فيروس كورونا قد يتسبب في التهاب رئوي حاد، قد يصل إلى فشل في الجهاز التنفسى، وهذا يحتاج إلى جهاز تنفس صناعي وسرير رعاية مركزة التي تعاني مختلف دول العالم من عدم توفرها بأعداد كافية، ويحتاج لها بشكل رئيسي  الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة.

العلاج المتوفر وطرق الوقاية من فيروس كورونا المستجد لمصابي الأمراض المزمنة

الجدير بالذكر أنّه لا يوجد علاج واضح أو لقاح لمنع تطور هذا الفيروس، وحتى أنّ المضادات الحيوية غير فعالة بشكل كبير لأن الإصابة بالمرض تشكل عدوى فيروسية وليست بكتيرية، ولكن يتم التعامل مع المصابين بالأمراض المزمنة والفيروس المستجد بحذر وأولوية كبيرة، المتمثلة بدعمهم بالسوائل لتقليل خطر الجفاف، أدوية لتقليل ارتفاع حرارة الجسم، الأكسجين التكميلي وأجهزة التنفس الصناعي.

وبالنسبة إلى الإجراءات الوقائية التي يجب على المصابين بالأمراض المزمنة اتباعها، فهذه جملة من النصائح والإرشادات المقدمة من منظمة الصحة العالمية والهيئات الطبية العاملة في مجال التخفيف من تفشي فيروس كورونا وآثاره:

– المداومة والاستمرار بتناول الأدوية بشكل منتظم وغير منقطع، والالتزام بالنصائح الطبية الخاصة بالتعايش مع الأمراض المزمنة والتخفيف من آثاره على الصحة.

– تخزين الأدوية بقدر يكفي لمدة شهر على الأقل، من أجل ضمان تناولها بانتظام، لاسيما في ظل تقييد التنقل في كثير من الدول، وحالات الطوارئ وتأثر القدرة على استيراد الأدوية.

– الابتعاد عمن يشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا، والتقيد بمسافة الأمان (متر ونصف على الأٌقل) عند التواصل مع الآخرين بشكل عام.

– غسل الأيدي بانتظام، والابتعاد عن التدخين المشروبات الكحولية، لما يحملاه من تداعيات خطيرة على الصحة و المناعة.

– ممارسة أي نشاط رياضي خفيف لمدة 3 مرات أسبوعياً على الأقل من البيت. 

– الالتزام بتناول الطعام الصحي، والتخفيف من تناول السكريات والأطعمة المصنعة، والأملاح والمشروبات التي تحتوى على كافيين كالقهوة. 

و في النهاية، لا يسعنا سوى أن نقول نتمنى لك دوام الصحة والسلامة. و تذكر دائماً أهمية الالتزام و البقاء في المنزل و الحفاظ على النظافة الشخصية.  

في حال حاجتك للمزيد من الاستفسارات، رجاءً لا تتردد في التواصل مع أطباء دكتوري كير من خلال الدردشة المباشرة، أو من خلال نشر سؤالك على منصتنا و سيتم الاجابة عليه في مدة أقصاها 24 ساعة مع الحفاظ على خصوصيتك بشكل كامل.

 

Leave a comment